يصادف اليوم الذكرى السنوية السادسة والعشرين للمؤامرة الدولية ضدّ القائد عبد الله أوجلان، وتنديداً بهذه المؤامرة، خرج الآلاف من أهالي شمال وشرق سوريا في 4 مسيرات جماهيرية تحت شعار "سنحوّل اليوم الأسود إلى يوم الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".
كوباني
انطلقت المسيرة من ساحة المرأة الحرة، وحمل المشاركون فيها صور القائد عبد الله أوجلان وشهداء "لا يمكنكم حجب شمسنا" ورددوا شعارات "يحيا القائد عبد الله أوجلان" و "لا حياة من دون القائد" و"أردوغان القاتل" و"المقاومة حياة".
وارتدت الأمهات في المسيرة الزي الكردي التقليدي، فيما ارتدى الشبان والشابات سترات تحمل صور القائد عبد الله أوجلان.
واستمرت المسيرة حتى نهاية شارع 48، وهناك وقف المشاركون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثمّ ألقت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات، آرين أحمد كلمةً، أدانت فيها المؤامرة الدولية ضدّ القائد عبد الله أوجلان، وأكّدت أنهم سيحوّلون اليوم الأسود إلى يوم الحرية الجسدية للقائد.
وأشارت آرين إلى سعي الدول القضاء على الشعب الكردي بهذه المؤامرة، وفصل القائد عن الشعب، وتابعت كلمتها قائلةً: "كما تعلمون يُعدّ يوم الخامس عشر من شباط تاريخاً أسود بالنسبة للشعب الكردي، وليحول شعبنا هذا اليوم إلى يوم مشرق سيجعلونه يوم تحقيق الحرية الجسدية للقائد، سنحوّل يوم الخامس عشر من شباط إلى يوم للاحتفال والنور".
ولفتت آرين إلى نظام التعذيب والإبادة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في إمرالي منذ 26 عاماً، وذكرت أنّه حان الوقت لتحقيق الحرية الجسدية للقائد، مشيرةً إلى أنّ مفتاح حل أزمات الشرق الأوسط بيده، وأنهم سيتحركون وفق ما يخططه القائد في المرحلة المقبلة.
واختتمت كلمتها قائلةً: "إنّ الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان تحلّ أزمة العالم بأسره، فبحريته سيتحقق السلام ويسود الاستقرار في جميع أنحاء العالم".
وانتهت المسيرة الفعالية بهتافات "لا حياة من دون القائد" و"المقاومة حياة".
الطبقة
شارك في المسيرة الآلاف من أهالي مقاطعة الطبقة بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، إلى جانب شيوخ ووجهاء العشائر، وأبناء عشائر المنطقة؛ عشيرة البو خميس، وعشيرة العجيل، وعشيرة البو جابر، وعشيرة الوهب، وعشيرة الحويوات، وعشيرة الناصر. بالإضافة إلى ممثلين وممثلات عن الإدارة الذاتية الديمقراطية والهيئات والمجالس التابعة لها، وممثلي مجلس حزب سوريا المستقبل، ومجلس تجمّع نساء زنوبيا، والحركات النسائية، ورجال الدين، وتنظيمات المجتمع المدني، ومهجّري مقاطعة عفرين والشهباء.
انطلقت المسيرة من أمام سوق الحي الأول الواقع عند مدخل مدينة الطبقة، حيث رفع المشاركون صور القائد عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى يافطات كُتب عليها "سنجعل من اليوم الأسود يوم حرية القائد آبو" و"حرية القائد آبو من حرية الشعوب المناضلة".
وردد المشاركين هتافات "الشعب يريد حرية القائد أوجلان" و"عاشت مقاومة إمرالي".
وعند وصول المشاركين إلى دوار الحاضري في الحي الثاني بمدينة الطبقة، وقف الجميع دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقى رياض الوالي، عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان في مقاطعة الطبقة، كلمة قال فيها: "ها هم أبناء مدينة الفرات خرجوا ليقولوا بصوت واحد: لا للاحتلال التركي، لا للمؤامرة الدولية بحق القائد عبد الله أوجلان".
وتابع الوالي قائلاً: "62 عاماً، مضت وقائد الإنسانية في سجن إمرالي. كل الدول الرأسمالية تآمرت بحق قائد الإنسانية عبد الله أوجلان؛ لأن فكره وفلسفته لا يخدمان الرأسمالية، فهو يؤكد على إخوة الشعوب والعدالة والمساواة لجميع أطياف المجتمع. 26 عاماً مرت منذ الخامس عشر من شباط، اليوم الأسود لجميع أبناء مقاطعات شمال وشرق سوريا والعالم أجمع، ولكن هذا العام سيكون عام السلام والمحبة، لأن مشروع القائد الأممي والإنساني عبد الله أوجلان هو الحل الأنسب لقضية الشرق الأوسط والعالم أجمع".
وأضاف الوالي: "نحن أبناء المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، وأبناء مناطق شمال وشرق سوريا، وأبناء مدينة الفرات 'الطبقة'، نؤكد للعالم أجمع أننا بكل مؤسساتنا المدنية والعسكرية، وتنظيمات المجتمع المدني، والشبيبة الثورية، وكل أطياف المجتمع، وأبناء عفرين والشهباء، نقف في خندق واحد حتى تحرير مناطقنا، وحتى تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".
وانتهت المسيرة بتشكيل حلقات الدبكة من قبل المشاركين، وسط هتافات "لا حياة من دون القائد".
الرقة
تجمّع الآلاف من أهالي مقاطعة الرقة وأعضاء المؤسسات المدنية والرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة الرقة، ونوّاب الرئاسة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية، وممثلين عن مجلس سوريا الديمقراطية وحزب سوريا المستقبل وحزب الاتحاد الديمقراطي والأعضاء المنضمين للنفير العام، واتحاد المحامين في شمال وشرق سوريا في ساحة المرأة الحرة وسط مدينة الرقة، للمشاركة في المسيرة الجماهيرية التي نظمها أهالي الرقة في الذكرى الـ 26 للمؤامرة الدولية على القائد عبدالله أوجلان.
وانطلقت المسيرة من ساحة المرأة الحرة باتجاه دوار النعيم، وحمل المشاركون ضمنها يافطات كتب عليها (سنجعل من اليوم الأسود يوم حرية القائد آبو) وهتافات نادت بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان وعاش القائد عبد الله أوجلان.
وبعد أن جابت المسيرة أحياء مدينة الرقة وصولاً إلى دوار النعيم، وقف المشاركون دقيقة صمت إجلالاُ لأرواح الشهداء، ثم تحدث نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، حمدان العبد وقال: "صباح السلام صباح الأخوة من مدينة السلام نبعثها من دوار النعيم الذي أصبح نعيماً من الحرية والكرامة، ونقف في هذا المكان الذي كان يوماً أسود، وأصبح اليوم تهدئة للنفوس".
وتابع حمدان العبد: "باسمي وباسم أهالي الرقة نبعث رسالة محبة وسلام لكل الشّعوب المحبّة للسلام، ونقول لهم هذه مدينة الرقة مدينة الرشيد مدينة عبد السلام العجيلي، ونحن جاهزون للمحبة والسلام بفكر القائد عبد الله أوجلان".
وأوضح حمدان العبد أن: "هناك قضيتين في الشرق الأوسط القضية الفلسطينية، والقضية الكردية، فدائماً هناك دول تحاول أن تعبث بالشرق الأوسط من أجل أن تجعل الشعوب مضطهدة وتنفذ أجنداتها، وهيمنتها على شعوب المنطقة".
وأكد العبد: "إن ما قام به المفكر عبد الله أوجلان في سجن إمرالي هو نور الحرية والكرامة لكل الشعوب".
وأضاف العبد، أن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية يعد مشروعاً لكل السوريين، وقال: "نقف اليوم أمام مفترق طرق، يجب أن نبتعد عن لغة التخوين والكراهية، ولنعمل سوياً، وبروح المسؤولية تجاه هذه الشعوب".
وخاطب حمدان العبد سلطة دمشق: "حافظنا على وحدة سوريا ويدنا ممدودة للسلام وللحوار، وقلوبنا مفتوحة لكل العالم نريد دولة تحفظ حقوق الجميع".
وبدورها، خاطبت الناطقة باسم مجلس تجمّع نساء زنوبيا بشرى الأحمد الرأي العام، وقالت: "إلى العالم أجمع إلى كل صوت حر يناصر الحق والعدالة، نتوجه نحن نساء زنوبيا بقلوب مليئة بالأمل والإصرار، وعيون ترنو إلى مستقبل مشرق، نعلن اليوم عن استنكارنا الشديد للمؤامرة الدولية الخبيثة التي استهدفت رمز عزتنا وقائدنا الملهم عبد الله أوجلان".
ولفتت بشرى الأحمد: "إن ما حققته المرأة في شمال وشرق سوريا من مكتسبات تاريخية هو دليل قاطع على أهمية فكر القائد أوجلان، فقد أصبحت المرأة اليوم قائدة ومقاتلة وسياسية وإدارية تسهم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
ونوهت بشرى الأحمد: "ننتظر بفارغ الصبر يوم الرسالة التي سيوجهها القائد، ونأمل أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير وبداية عهد جديد من السلام والاستقرار في منطقتنا، ونحن على ثقة بأن فكر القائد عبد الله أوجلان سيسهم في حل القضية الكردية حلاً عادلاً، وسيمكن شعوب المنطقة من العيش بسلام".
من جانبه، قال الرئيس المشترك لاتحاد المحامين في شمال وشرق سوريا، أنور العسر: "لقد اجتمعنا في هذا اليوم، اليوم الموافق للخامس عشر من شهر شباط، والذي يعد لحظة تاريخية مؤلمه ينمي فيها الذكرى السنوية السادسة والعشرون لليوم الأسود، وهو يوم اختطاف السيد عبد الله اوجلان، هذا اليوم الذي لا ينسى، الذي كان نقطة تحول في تاريخ نضال الشعوب التواقة للحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية".
وأضاف أنور العسر: "إن القائد عبد الله أوجلان لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان منضوياً تحت الضمير الإنساني وداعي سلام ومناضلاً من أجل حقوق الشعوب المضطهدة. أفكاره ومبادئه كانت ولا تزال منارةً لكل من يؤمن بالتعايش السلمي والاحترام المتبادل في منهاج حقوق الإنسان."
وأشار إلى أن يوم اختطافه لم يكن اعتداء على شخصه فحسب، وإنما اعتداء على قيم الإنسانية جمعاء التي ناضل من أجلها وعلى حقوق الشعوب في تقرير مصيرها".
وأكد العسر: "إن نضالنا مستمر من أجل حصول السيد عبد الله أوجلان على حرية جسدية، وندعو جميع الشرفاء في هذا العالم إلى الوقوف معنا في هذه المسيرة الطويلة التي ستستمر حتى تحقق أهدافها بالنصر".
واختتمت المسيرة بترديد الشعارات "بروح بدم نفديك أوجلان".
دير الزور
خرج المئات من أهالي مقاطعة دير الزور، بالإضافة إلى مشاركة شيوخ ووجهاء عشائر البقارة والعكيدات، إلى جانب أعضاء وعضوات المؤسسات المدنية والعسكرية وحزب سوريا المستقبل وحزب الاتحاد الديمقراطي ومجلس تجمع نساء زنوبيا ومجلس المرأة السورية وحركة الشبيبة الثورية، في مسيرة حاشدة للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وذلك في السنوية الـ 26 للمؤامرة الدولية التي استهدفت القائد في 15 شباط من العام 1999.
وتجمع المشاركون والمشاركات أمام مبنى المجلس التنفيذي لمقاطعة دير الزور وسط منطقة السبعة كيلو، رافعين صور القائد عبد الله أوجلان وارتدوا سترات تحمل صوره، إلى جانب حمل لافتة كتب عليها "سنجعل من اليوم الأسود يوم حرية القائد آبو".
انطلقت المسيرة نحو القرى السبعة التي تبعد عن مكان الانطلاق قرابة 2 كم، وسط ترديد هتافات "لا حياة دون القائد"، و"تسقط المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان" و"يعيش القائد عبد الله أوجلان".
ولدى وصول المشاركين لجسر الصالحية، وقفوا دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقى مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة دير الزور، شيار محمد، كلمة شدد فيها على ضرورة النضال حتى تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.
واستذكر خلال كلمته هذا اليوم الأسود الذي ظلم جميع الشعوب التواقة إلى الحرية، وقال: هذه المؤامرة لم تكن مجرد خطف للقائد عبد الله أوجلان، بل كانت محاولة لتقويض حلم الشعوب الباحثة عن الحرية".
وأكد شيار محمد أنه رغم هذه المحاولات وكل هذه المؤامرات، يبقى فكر القائد عبد الله أوجلان مصدر إلهام لملايين الناس الذين يسعون لتحقيق حقوقهم المشروعة.
وردد المشاركون في نهاية المسيرة هتافات تطالب بإنهاء نظام التعذيب والإبادة المطبق ضد القائد عبد الله أوجلان وتحقيق الحرية الجسدية له.